هل سيذهب الفصيل الحراكي نحو اعلان مجلس عسكري لادارة الجنوب أم مجلس سياسي لمدارة السعودية..؟
يمنات
عبد العزيز ظافر معياد
– تزايدت الدعوات لاعلان مجلس سياسي جنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي لإدارة الجنوب في ختام الاحتشاد المزمع لانصار الحراك غدا الخميس بل ان البعض دعا الى تشكيل مجلس عسكري جنوبي، وكان اللافت دخول شخصيات ومكونات هامة على الخط كالبيض وباعوم وبامعلم و الرابطة، لكن وكالعادة غلب الحماس الجميع وتجاهلوا النقاط التالية:
– الامر الأكثر ترجيحا عدم ذهاب قوى الحراك لخيار تشكيل مجلس عسكري، وذلك تجنبا للصدام مع هادي والقوات الموالية له ومع السعودية وحلفائها، ومن ثم فاحتمال تشكيل مجلس سياسي هو الأقرب.
– في حال تم اللجوء الى خيار تشكيل المجلس السياسي كممثل عن الجنوب، لا اعرف كيف سيتجاوز قادة المكونات الجنوبية لخلافاتهم وصراعاتهم وتسابقهم على الزعامة والمناصب!!، بمعنى ان هذه الخطوة من شأنها فتح الباب مجددا لظهور الخلافات التي كانت متفشية بين تلك المكونات قبل الحرب الأخيرة، ولا اعرف أيضا كيف بالإمكان الاتفاق بشأن امر فشلت جهود كثيرة بذلت طوال سبعة أعوام في إيجاد حلول لها وتجاوزها في هذا الوقت القصير..؟ خاصة انه لم يتم احراز أي تقدم بشأنها بل ان احداث الأشهر الأخيرة تسببت في ظهور انشقاقات داخل مكونات الحراك والمقاومة السلفية ما يجعل المهمة اكثر صعوبة.
– تخيلوا الاضرار الكبيرة التي سترتد على الحراك ومطالبه في حال ظهر عجز قادته عن الاتفاق فيما بينهم واعلان تشكيل المجلس رسميا خاصة امام المجتمع الدولي، او ظهر ان المجلس المشكل لايختلف عن مكونات الحراك الأخرى في كونه لايعبر عن جميع المكونات الجنوبية، بمعنى ان المجلس الجديد لن يكون سوى مجلس ممثل لتيار البيض لكن بمسمى جديد لا غير.
– حتى لو افترضنا تشكل المجلس الجديد من اكثر من فصيل الى جانب مكون البيض، فسيظل مجتزأ ولايمكن الادعاء بكونه ممثلا عن كل الجنوب مع بقاء هادي وانصاره وتيار السلفيين المؤيد له ومعارضة قيادات كعلي ناصر والعطاس والشنفرة ومسعد وغيرهم خارج تشكيل المجلس بل ان عودة البعد المناطقي للظهور في الاحداث الأخيرة ستنعكس على المجلس الجديد وستزيد من الاحتقان المناطقي للأسف الشديد.
– كما يرجح تجنب المجلس المزمع تشكيله اتخاذ مواقف صدامية مع هادي وحكومته لعدم اغضاب السعودية، بمعنى انه سيقف موقف المتفرج خلال الفترة المقبلة وسيكتفي بالتصريحات والمواقف السياسية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وكلما طال الوقت سيركز هادي ومن خلفه السعودية جهودهم على كسب الشارع من جهة وعلى اغراء القيادات البارزة في المجلس الجديد بالاموال والمناصب، والتي ستتسرب تدريجيا من المجلس وتعود الى أحضان هادي واصحابه وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
– ربما يختلف الامر في حال قرر المحتشدون غدا الخميس تشكيل مجلس عسكري وفرض سيطرتهم على الوضع في المحافظات الجنوبية، وهذا الامر هو بمثابة انقلاب عسكري على هادي والسعودية، ويفتح الباب على مصراعية اما اقتتال جنوبي – جنوبي لا قدر الله، كما يضع الحراك في مواجهة مباشرة مع السعودية، الا في حال كان هناك ضوء اخضر من الرياض، وهذا امر مستحيل على الأقل في الوقت الراهن لأن اقدام السعودية على مثل هذا الامر قبل حسم المعركة في الشمال معناه تسليم الشمال للحوثيين وصالح على طبق من ذهب.
المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا